الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

ومتى ينجلى ليلنا


هل حقا تجف الدموع , تنسى الكلمات , هل حقا لا نعرف منزلة من نحب الا بعد فقدانه ,.هل كنّا نظن الموت مقيد بعمر-اراذل العمر-هل تتحمل أجسادنا البشرية أن تنزع منها قلوبنا الواهنة , هل تأتى علينا لحظات لا نستطيع فيها إغلاق اعيننا او حتى فتحها  , هل نتحمل وجودنا قرب من نحب ولا نستطيع رؤيته بسبب غطاء سخيف وضع عليه ولا يستطيع تحريكه الا يد من حملته فى بطنها,,,,,,,,فقط فى هذه الايام عرفت الاجابة
عرفت كم هى قصيرة حياتنا .عرفت كيف بمجرد اتصال يتحول وضع عائلة كبيرة بأكملها الى مأساة الجميع فيها يأسف على الجميع
الجميع إحترق قلبه على رحيل شبل من بينهم دون سبق أنين
الجميع يأسف على وضع ابن عم له لا يدرى هل ماسمعه حقيقة ويوشك ان يلقى حتفه هو الاخر أتناء إيقافه تاكسى يقله الى بيت الفقيد املا ان يجده فى استقباله كما جرت العادة
الجميع يأسف على قريب له يستميت على قبره لايدرى كيف يعود بالزمن لا لشئ سوى ليودعه .......جد واهن يترنح فى طريق ذهابه يستعجب بقاءه ورحيل ابن 18 .........ابن عم اخر فقد 10 كيلو جرامات وتلاصق جلد وجهه بعظامه من وقع الخبر عليه 
اخرين اصطفوا امام قبره من بين ابن عم وابن خالة وصديق وجار وترى أعينهم حروف تراصت على قبر اغلق لتوه لتكوّن اسما يعرفونه ولكن قلوبهم تكذب ما تراه العين
خالة بأبنائها الثلاثة تجدها على سلالم البيت وامام الباب تسمع اذنهم ضجيج الة الغسل وتتسلل رائحة المسك انوفهم ولكنها تعرف ان رائحته بالامس وهو يقبل جبينها كانت ازكى  
ابن عم وخالة له صغير تنسكب دموعه وتنهمر مدرارا ....أطفال لا تميز عددهم معلقون بنوافذهم ليشهدوا رحيل من كانوا يعشقونه من كان ليلا بعد عودته من العمل وقبل ان يصعد لبيته يسمعون صفيره لهم ليأخذهم كما العادة بدراجته النارية ويطوف بهم شارع او اثنين رغم ان عينه لو جفلت ما فتحها الا بعد غد من شدة التعب الذى أصابه
ابن عم له بجانبه فى سيارة نقله من القاهرة الى الشرقية لدفنه لا يدرى كيف ان رفيق عمره امامه الان ولا يجيبه..امامه الان ولا يراه او حتى ينظر هو اليه
خال جالس بجانب جسد ابن اخته  جسد فارقته الروح جالس بجانبه يدعو واصوات تأمين من وجوه شاحبه .أصوات ترتيل لا يقرأها أيمن بل تقرأ عليه وكثيرون هم الموجدون كل منهم يحمل ذكرى حصيلتها حياة فرد عمر روح أفاضت الى بارئها
عمة فى اول شهور حملها ممنوعة من الحركة تجدها وسط المودعين وكيف تنصت لكلام الطبيب وتمنع من ان تودعه وقد كانت اخر مرة تراه فيها هو يوم عرسها عمة قد عرفت فى هذه اللحظة اسم ابنها إن جاء الى الدنيا عرفت الان ان اسمه (ايمن محمود)
وانا وقد كان اخر ما بيننا من حديث يوم شبكة خالنا التى لم احضرها واذا به يسألنى عن السبب واجيبه لا اجد نفسى وسط الضجيج وامازحه ان كان مأتما باذن الله تجدنى فيكون اخر ما تسمعه اذناى منه"خلاص كده انا ضمنت واحدة تحضر ميتمى "
ولكن كل ذلك هراء مقارنة بما أصاب صبية هى أخت له لم تستطع رؤيته لم تستطع البكاء او ان تحضر دفنه او تراه هامدا هكذا أن ترى من كان الحيوية تملأه وتكاد وجنتيه ان تتشدق من كثرة الضحك وليلا تنخار قواها بين يدى وينتفض جسدها بردا ولا يذهبه جميع ما لدينا من اغطية وترانا نتمنى لو تبكى حتى تهدأ قليلا
يهون كل ذلك امام توأم له جاء بعده بثلاث دقائق وان كان اكثر او اقل ........فقد جاءا معا يكمّل كل منهما الاخر  أحدهما كتوم ليكون نصفه صريح بما يختلج قلبه, الاول رزين فتجد نصفه ضحوك لا يتوقف عن المزاح فكلاهما نصف الاخر المكمّل له  يوما ما كانا يصليان معا , واليوم واحد تبقى بل نصف تبقى يصلى ونصفه الاخر لا  فقط لانه فى هذه اللحظة كان نصفه الاخر يأم الجمع ليصلى عليه
يهون امام اب سمع الشهادتين من بين شفتى ابنه وهو على صدره .ابن كان له عون كان فتيا مزدهرا فوالده تراه يضاحك الجميع ليكذب الموقف ليكذب انه الان ترك ابنه تحت تراب
ولكن كل ذلك يهون امام خالة لى هى والدته جالسة بجانبه وهو موضوع ارضا ولا تستطيع أخذه فى أحضانها او تجلسه على قدميها
وفى تلك اللحظة لا نسمع لها بكاء او نرى دموع فقط نميز صوت تمزق قلبها..لا أبالغ نعم نسمعه ونميزه  فهى بجانبه تدعى ويديها تلامس يديه ووجهه الذى ارتسمت عليه ابتسامة رضا
فإلى حور فى إنتظارك اخى واهل خير منّا ...وقريبا جميعنا اليك اتون

0 التعليقات: