الاثنين، 28 سبتمبر 2009

مذاكرة ساعة خير من قيام ليلة

ان العلم للاسلام كالحياة للانسان ولن تجد أمتنا مجدها الضائع الا عند أصحاب المعارف الناضجة والالباب الحصيفة " أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ "فبعد التفكير فى أمجادنا الضائعة وكيف اضمحلت وذبلت كما تبلى الشجرة الباسقة فى أرض ذهب خصبها وجف ماؤها نرى أننا ما زلنا نملك الاساس الاول لاقامة دولة ثابتة وطيدة تفتق لها الاذهان عن روائع حضارتها وهذا الاساس هو العلم فنحن كطلاب كنا نعيش على هامش المغيرين فى الامة الاسلامية بجهلنا وظلمة عقولنا فنحن كنا وما زلنا نضر أمتنا فى مكان نفعها ,نؤذى اصدقائنا فى مكان طلب العلم "المدرسة"ونحن الان على مشارف استقبال موسم كنا نجهل اهميته الا وهو الموسم الدراسى وما يحويه من ذخائر مكنونة رغم مناهجنا الغبية المتأخرة التى تهدم ولا تبنى الا ان الجانب المشرق ان تلك الدراسة قد نستغلها الاستغلال الامثل فى أن تكون وسيلة لتحفيزنا على طلب المزيد من العرفان والتعرف على كل مايتيح لنا السيادة فى العالم والتحكم فى قواه فذلك كله ينبغى علينا نحن كطلاب مسلمين يحوى تاريخنا صفحات عن اعظم علماء ممن احدثوا فرقا فى حياة الانسان أن نبدأ سويا من هذه السنة ونبيت نية الكد فى هذه السنه كما لم يكن من قبل فقط من اجل رفع شأن الاسلام عاليا فان فعلنا ذلك يمكننا ان نفوز ببشرى نبينا الكريم فى قوله "من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الاسلام فبينه وبين الانبياء فى الجنة درجة واحدة"فمن منا لايتمنى ذلك لذا لنستعد ونغير نوايانا من مجرد تضييع الوقت والاستهزاء بأصدقائنا والتقليل من شأن مدرسينا الى ما هو اسمى وأجل شأنا وهو احياء مجد أمتنا والتقدم والفوز بدرجة من درجات الجهاد " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } وقد قال الصحابى الجليل ابو ذر الغفارى -رضى الله عنه :من راى أن الغدو فى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص فى رايه وعقله" ويقول ايضا:مذاكرة ساعة خير من قيام ليلة"فالله تعالى يحبنا كثيرا فبعد ان انعم علينا بفرصة رمضان ها هو يفتح لنا بابا اخر للفوز برضا الله وثوابه فان اجمعنا العزم سويا قد نلقى الله جميعا بهذا العمل وندخل به الجنة قرب الانبياء ولكى نقوى عزيمتنا هيا بنا نأخذ الامام النووى قدوة فقد توفى فى الخامسة والاربعين من عمره تاركا خلفه من المؤلفات ما قسموه على ايام حياته فكان نصيب كل يوم اريع كراريس فقد قال امامنا الجليل عن نفسه "بقيت سنتين لم أضع جنبى على الارض"أو لنأخذ المام ابن جرير الطبرى مثلا فقد مكث أربعين سنة يكتب فى كل يوم منها أربعين ورقة وهذا الامام ابن الجوزى يقول "كتبت باصبعى هاتين ألفى مجلد وتاب على يدى مائة ألف وأسلم على يدى عشرون ألف يهودى ونصرانى"فهل من فتح على أمتنا خير من ذلك وقد قرات ايضا عن الامام ابن الجوزى:ان براية اقلام ابن الجوزى التى كتب بها العلم جمعت فحصل منها شئ كثير فأوصى أن يسخن بها الماء الذى يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها"وقرأت ان امام الطب ابن النفيس كان اذا أراد التصنيف توضع له الاقلام مبريه ويكتب مثل السيل اذا انحدر فاذا كل القلم رمى به وتناول غيره لئلا يضيع عليه الزمن فى براية الاقلام وما زال هناك بقية عن عظماء فى أمتنا ولكن سيرتهم ما زالت مطوية فى كتب التاريخ بحاجة الى من يزيل الغبار ويحذو حذوهم فأمتنا الان فى حاجة الى علماءعظماء بحاجة الى من يعيدها الى تلك الايام فأمتنا قد سأمت ان تكون فى ذيل الامم والامل الوحيد المتبقى نحمله نحن الطلاب وسنسأل عنه فنحن لا نحتاج فى بلوغنا الغاية التى وضعناها لانفسنا والتى بلغها النابغون من قبلنا الى خلق غير خلقنا وجو غير جونا وسماء وارض غير سمائنا وأرضنا او عقل وأداة غير عقولنا وأداتنا ولكننا فقط فى حاجة الى نفس عالية كنفوسهم وهمة عاليه كهممهم وامل اوسع من رقعة الارض وأرحب من صدر الحليم فالعلم لايزور قلبا مشغولا يترقب المناصب والشهوات وحسن القوام وجمال الهندام والتنقل بين قنوات الفضائيات بحثا عن كل ماهو مسف ومبتذل ومضيع لاوقاتنا فهلموا بنا أخواتى وأخوانى الطلاب نبدأ من سنتنا هذه نتعبد الى الله ونجاهد بالاجتهاد فى مدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ونتفانى فى طلب العلم والتفوق الدراسى ولا تنسوا ان ذلك فقط من اجل رفع شأن الاسلام بجيل مثقف متعلم ناضج الفكر فنحن نمثل تقريبا نصف الامة وبتكاتفنا سويا باذن الله سنبلغ الهدف المنشود

0 التعليقات: